لرسلهم ، وأعرضوا عنهم وآذوهم ، كما أعرض عنك وآذاك مشركو قريش ، فهوّن عليك ولا تحزن (فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ) وهي كفر وضلال ، وطغيان وفساد (فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ). لقد تولى الشيطان أمور الطغاة في الحياة الدنيا بعد أن أسلموه الزمام ، فقادهم إلى المآثم والمهالك ، وكان جزاؤه وجزاؤهم عند الله جهنم وساءت مصيرا. قال الامام علي (ع) : «ان أجل الإنسان مستور عنه ، وأمله خادع له ، والشيطان موكل به ، يزين له المعصية ليركبها ، ويمنيه التوبة ليسوفها ، حتى تنجم منيته عليه أغفل ما يكون عنها» أي يموت على الضلال والمعصية ، وهذه هي ميتة السوء بالذات.
(وَما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ). الخطاب لمحمد (ص) والكتاب القرآن ، وهو هدى لمن طلب الهداية ورحمة لمن أرادها ، وهو الحكم الفصل في كل عقيدة وشريعة ، وكل قول وفعل .. اللهم اجعلنا من المستمسكين بعروته ، والمهتدين بهدايته.
(وَاللهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (٦٥) وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خالِصاً سائِغاً لِلشَّارِبِينَ (٦٦) وَمِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٦٧) وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (٦٨) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٦٩))