فهو ينصر ويخذل ويثيب ويعاقب على أساس هذا الصراط ، صراط الحق والعدل.
وتسأل : إذا كان الله سبحانه آخذا بزمام العبد وناصيته ، وهو تعالى على صراط مستقيم ـ فإنه يلزم من ذلك أمران : الاول أن يكون العبد مسيرا غير مخير ، كما هو شأن المقود مع القائد. الثاني أن يكون كل انسان على صراط مستقيم في جميع أفعاله وأقواله ، لأنه تابع لله ، تماما كما تتبع الدابة الآخذ بزمامها ، والله سبحانه على صراط مستقيم ، فينبغي أن يكون العبد كذلك؟.
الجواب : ليس المراد بقوله تعالى : (ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها). ان العبد لا ارادة له ولا اختيار في شيء ، وانما هو كناية عن قدرة الله على كل شيء ، وانه هو وحده الضار النافع ردا على المشركين الذين نسبوا الى أصنامهم لقدرة على الضر والنفع.
(فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّونَهُ شَيْئاً إِنَّ رَبِّي عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (٥٧) وَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا هُوداً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْناهُمْ مِنْ عَذابٍ غَلِيظٍ (٥٨) وَتِلْكَ عادٌ جَحَدُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (٥٩) وَأُتْبِعُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا إِنَّ عاداً كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِعادٍ قَوْمِ هُودٍ (٦٠))
الإعراب :
تولوا أصلها تتولوا. ويستخلف الجملة مستأنفة ، ولذا رفع الفعل. وشيئا