خسف الأرض بتلك القرى ، وفي بعض التفاسير انها تبعد عن بيت المقدس ثلاثة أيام. (وَأَمْطَرْنا عَلَيْها حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ). وقد جاء تفسير السجيل بالطين في الآية ٣٢ من سورة الذاريات : (لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ) والمنضود المتراكم بعضه فوق بعض أو ينزل متتابعا بعضه اثر بعض ، والمسومة التي لها علامة خاصة ، ولا تصيب إلا من يستحقها ، والمعنى ان الله انزل على قرى لوط عذابين : المطر بهذه الحجارة ، والخسف.
(وَما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ). قال المفسرون : المراد بالظالمين هنا كفار مكة ، وان الله توعدهم بما أصاب قوم لوط من الهلاك إن هم أصروا على تكذيب محمد (ص). وليس هذا ببعيد ، مع العلم بأن كل ظالم في شرق الأرض وغربها معرّض لنزول العذاب به من السماء ، او من المعذبين في الأرض .. فإن كل ثورة تحررية حدثت او تحدث لا مصدر لها الا النقمة على الظلم واهله ، والفساد وأنصاره.
(وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ إِنِّي أَراكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (٨٤) وَيا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (٨٥) بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (٨٦))