أيها الرسول ، حتى كأنهم بلا أبصار (أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كانُوا لا يُبْصِرُونَ) أي كما انك لا تقدر ان تجعل الأصم سميعا ، والأعمى بصيرا كذلك لا تستطيع ان تهدي بالقرآن من يستمع وينظر اليه واليك من خلال أهوائه وأغراضه .. وقديما قيل : الهوى يعمي ويصم.
(إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ). ما في ذلك ريب ، لأن الله أعطاهم القدرة والإدراك ، وبيّن لهم طريق الخير والشر ، فنهاهم عن هذا ، وأمرهم بذاك ، وجعل الخيار بأيديهم ، فمن أطاع فقد اختار لنفسه النجاة ، ومن عصى فقد اختار لها الهلاك .. وغريب ان تخفى هذه الحقيقة الواضحة على الأشاعرة ، ويدركها إبليس اللعين ، حيث يقول لأتباعه يوم لا كذب ولا خداع : (فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ) ـ ٢٢ ابراهيم».
(وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ ساعَةً مِنَ النَّهارِ يَتَعارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ اللهِ وَما كانُوا مُهْتَدِينَ (٤٥) وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللهُ شَهِيدٌ عَلى ما يَفْعَلُونَ (٤٦) وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (٤٧))
الإعراب :
يوم مفعول لفعل محذوف أي أنذرهم يوم نحشرهم. وكأن مخففة من الثقيلة ، واسمها محذوف أي كأنهم. وساعة ظرف متعلق بيلبثوا. ومن النهار متعلق بمحذوف