وهذا نوع من أساليب الدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
(وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ). المراد بالوجه هنا النفس ، والمعنى ان الله أمرني ان اتجه اليه معتنقا الإسلام ، سائرا على نهجه قولا وعملا دون سائر الأديان.
(وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ). والنبي لا يدعو أحدا من دون الله ، ومحال ان يدعو سواه ، وإنما القصد الإخبار بأن من يدعو غير الله فهو من الظالمين الخاسرين.
وتجدر الاشارة الى ان الآيات الثلاث الأخيرة تعبر عن معنى واحد بعبارات شتى ، وهو الأمر بالإيمان ونبذ الشرك ، مع اختلاف يسير في المعنى ، فالآية الأولى أمرت بالإيمان ، مع الاشارة الى ان دين التوحيد لا ينبغي الشك فيه ، وان الذي فيه الشك والريب هو دين الشرك وعبادة الأصنام ، والآية الثانية أمرت بالايمان ، مع الاشارة الى ان الإسلام هو الدين القيم الذي لا عوج فيه ، دون سائر الأديان ، والآية الثالثة أمرت بالايمان مع الاشارة الى أن من يبتغي غير الإسلام دينا فهو من الظالمين لأنفسهم. وعلى أية حال فان من عادة القرآن ان يكرر ويؤكد كل ما يتصل بالعقيدة وأصولها.
(وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (١٠٧) قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (١٠٨) وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ (١٠٩))