القصد منها انه لا أحد يستحق الحمد والشكر والعبودية الا الله وحده (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) ان الحمد لله لا لسواه.
(وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُما أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلى مَوْلاهُ أَيْنَما يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) هذا هو المثل الثاني ، وخلاصته ان الأخرس العاجز الكل لا يكون مساويا للناطق القادر ـ اذن ـ فكيف ساويتم أيها المشركون في العبادة بين الله الجامع لجميع صفات الجلال والكمال وبين الأحجار التي ليست بشيء؟.
(وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ). كل سر عنده تعالى علانية ، وكل غيب عنده شهادة ، ونحوه قوله تعالى في الآية المتقدمة ٧٤ (إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) .. (وَما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ). هذا تعبير ثان عن قوله : انما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون .. وفيه تهديد لمن خالف وعاند (إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ). ولا أحد يملك معه شيئا ان أراد أن يهلك المشركين والخلق أجمعين.
(وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٧٨) أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّراتٍ فِي جَوِّ السَّماءِ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٧٩) وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَها يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها أَثاثاً وَمَتاعاً إِلى حِينٍ (٨٠) وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً وَجَعَلَ لَكُمْ