اللغة :
الأبكم الأخرس. والكل الثقل أي ان هذا الرجل لا يكسب شيئا ، بل هو ثقل وحمل على من يعوله ويتولى أمره. والمراد بالساعة هنا الوقت الذي تقوم فيه القيامة.
الإعراب :
عبدا بدل من «مثلا». ورزقا مفعول به لرزقناه لأن المراد بالرزق هنا المال المرزوق ، وليس الحدث الذي هو المصدر بدليل اعادة ضمير منه عليه. ورزقنا بمعنى أعطينا ولهذا تعدت الى مفعولين. وسرا وجهرا مصدران مكان الحال أي مسرين وجاهرين ، أو مكان المفعول المطلق أي إنفاقا سرا وإنفاقا جهرا. ورجلين بدل من «مثلا» واحدهما مبتدأ وابكم خبر ، والجملة مستأنفة. وأين للاستفهام عن ظرف المكان ، وقد تتضمن معنى الشرط فتجزم فعلين مجردة من (ما) مثل أين تذهب أذهب ، أو ملحقة بها (ما) كما في هذه الآية. وأو هو أقرب أي بل هو أقرب.
المعنى :
(ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْناهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ). بعد أن ذكر سبحانه في الآية السابقة ان المشركين جعلوا لله أشباها وأندادا ـ ذكر هنا مثالين يقرب بهما الى افهام المشركين ان الله لا ند له ولا ضد ، وخلاصة المثال الأول الذي تضمنته هذه الآية ان مثلكم في مساواة هذه الأصنام مع الله أيها المشركون تماما مثل من سوّى بين عبد لا يملك شيئا ، ويعجز عن كل شيء ، وبين حر غني كريم ينفق سرا وعلانية ولا يخشى أحدا على الإطلاق .. وإذا رفض العقل والفطرة هذه المساواة بين هذا الحر القادر وبين ذاك العبد العاجز فكيف صح في افهامكم ان تساووا بين الله القادر على كل شيء ، وبين الأصنام التي ما هي بشيء؟. (الْحَمْدُ لِلَّهِ) جملة معترضة