(قُلْ إِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنابَ). أنظر «الإضلال من الله سلبي لا ايجابي» ج ٢ ص ٣٩٩ عند تفسير الآية ٨٨ من سورة النساء ، و «الهدى والضلال» ج ١ ص ٧٠ عند تفسير الآية ٢٦ من سورة البقرة.
(الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ). لما ذكر سبحانه أهل المال ، وفرحهم الناشئ عن اطمئنانهم الى عيشهم وحياتهم ذكر المؤمنين ، وانهم هم الذين يطمئنون بذكر الله .. والاطمئنان معنى زائد على أصل الايمان ، وهو ثبات الايمان واستقراره ، أو هو أعلى درجاته ومراتبه ، فقد جاء في الآية ٢٦٠ من سورة البقرة : (قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي). وفي الآية ١٠٦ من سورة النحل : «وقلبه مطمئن بالايمان». أي ثابت ومستقر.
أما الذكر فليس المراد به مجرد الكلام الملفوظ المسموع ، وانما المراد به الذكر الذي يزيد الذاكر يقينا بالله ، وثقة بوعده ووعيده ، فإذا لم يتحقق هذا الأثر. فلا يعد التلفظ بالتقديس والتسبيح ذكرا حقيقيا .. والذكر الذي يزيد الذاكر يقينا وثقة هو المراد من قوله تعالى : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) ـ ١٥٢ البقرة».
(الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ). المراد بطوبى الجنة ، والمآب المرجع والمنقلب ، والآية بمعنى قوله تعالى : (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) ـ ٢٥ البقرة».
(كَذلِكَ أَرْسَلْناكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِها أُمَمٌ لِتَتْلُوَا عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتابِ (٣٠) وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ