جاء؟ وهل كان قائما على قرار؟ فلا نص على شيء من ذلك في آية ، أو رواية متواترة ، والعقل وحده لا يملك العلم به ، لذا نترك البحث عنه ، وكل ما قرأنا في هذا الباب لا يعدو الحدس والتخمين ، أما المادة الأولى التي وجد منها الكون فلا تفسير لها عندنا إلا قوله تعالى : كوني فكانت ، ومن أنكر هذا علينا تلونا قوله سبحانه : (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ).
(لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) أي ان الله أودع فينا وفي الأرض ما أودع من الطاقات ليميز بين الذين يعيشون بكدّ اليمين ، والذين يعيشون على حساب المستضعفين ، فيعاقب هؤلاء على عصيانهم ويثيب أولئك على طاعتهم.
(وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ). هذه الآيات كغيرها من الآيات الكثيرة التي أخبرت عن المكذبين بالبعث ، مع فارق واحد ، وهو الاخبار عنهم هنا بأنهم شبهوا الحديث عن البعث بالسحر في التمويه على الناس وخداعهم ، لينقادوا الى طاعة النبي ، ويضمن لنفسه الرئاسة عليهم.
(وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ) ـ أي مدة مقدرة ـ (لَيَقُولُنَّ ما يَحْبِسُهُ)؟ وما الذي منع من وقوع العذاب علينا الآن ان كان حقا (أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ) ـ العذاب ـ (لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ) لأن بأسه تعالى لا يرد عن القوم المجرمين (وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) أي ينزل بهم العذاب جزاء استخفافهم به ، وعدم خوفهم من الله وغضبه .. وأشد الذنوب ما استخف به صاحبه ، كما قال الامام علي (ع). ومن أقواله: ان احسن الناس ظنا بالله أشدهم خوفا منه.
(وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْناها مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُسٌ كَفُورٌ (٩) وَلَئِنْ أَذَقْناهُ نَعْماءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئاتُ عَنِّي إِنَّهُ