وهل يعيش في عبودية او في حرية؟. ومن هنا كان حزنه وقلقه.
لا تفاؤل ولا تشاؤم :
(يا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ) ـ اي فرجه ـ (إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ). اذهبوا وتحسسوا ولا تيأسوا ، قرن الأمل بالعمل ، ومعنى هذا انه إذا انتفى العمل انعكست الآية ، واقترن اليأس بالكسل ، وصحت القاعدة طردا وعكسا. وكان الأمل والرجاء مع الإهمال جهلا وسفها .. وكلمة تحسسوا توحي بوجوب العمل بكل الحواس ظاهرها وباطنها .. وهكذا العاقل إذا نزلت به نازلة دفعت به الى الكفاح والنضال للقضاء على أسبابها ، سواء أكانت هذه الأسباب هي الأوضاع الفاسدة ، أم كان السبب يكمن في نفس الإنسان كالتقصير واللامبالاة ، وإذا أصابته حسنة ـ أي العاقل ـ خاف من ضربات الدهر وغائلته ، وتحصن بتقوى الله وطاعته ، ولا يطغيه غنى ، ولا يبطره جاه ، قال تعالى : (فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ) ـ ٩٩ الأعراف».
ونخلص من هذا الى ان المتشائم الذي يقول : لا جدوى من العمل هو الشؤم بالذات ، ومثله المتفائل مع الكسل وترك العمل .. والإنسان السوي من كان بين بين ، يعمل ويناضل عند الشدة ، ولا ييأس من روح الله وفرجه ، ويخاف ويحذر عند الرخاء ، ولا يأمن مكر الله وبأسه.
(فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قالُوا يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنا بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنا إِنَّ اللهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (٨٨) قالَ هَلْ عَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جاهِلُونَ (٨٩) قالُوا