وقال الفقهاء : من تطلع في بيت انسان من ثقب أو شق باب ، ونحوه فلصاحب البيت أن يزجره أولا ، فإن أصر فله أن يضربه ، أو يرميه بحصاة وما أشبه ، فإذا تضرر المتلصص المتجسس فلا شيء على صاحب البيت ، فقد جاء في الحديث النبوي : «من اطلع عليك ، فحذفته بحصاة ، ففقأت عينه فلا جناح عليك». وقال الإمام جعفر الصادق (ع) : عورة المؤمن على المؤمن حرام .. ومن اطلع على مؤمن في منزله فعيناه مباحتان للمؤمن في تلك الحال.
٤ ـ (وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها أَثاثاً وَمَتاعاً إِلى حِينٍ) أي وجعل لكم من أصوافها الخ ، والصوف من الغنم ، والوبر من الإبل ، والشعر من المعز ، والأثاث معناه في الأصل الكثرة ، يقال : أثّ النبت يئث إذا كثر ، والمراد بالاثاث هنا ما يحتاج اليه المرء من فرش أو لباس ونحوه ، والمتاع كل ما ينتفع الإنسان به في مصالحه وقضاء حوائجه ، وقوله : إلى حين اشارة الى ان متع الحياة كلها مؤقتة لا دوام لها ولا قرار.
٥ ـ (وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالاً). الظلال جمع ظل ، وهو الفيء الذي يقي من حر الشمس.
٦ ـ (وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً). الأكنان جمع كن من كهف وثقب ، ونحوه مما يقي من حر الشمس ، وكل ما يحتاج اليه المرء فهو نعمة إذا وجده حتى فيء الغمامة ، والثقب في الجبل.
٧ ـ (وَجَعَلَ لَكُمْ سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ). وهنا حذف تقديره والبرد ، وانما حذف للعلم به (وَسَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ). هذا كناية عن الدرع والمغفرة وغير ذلك (كَذلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ). والمراد بالإسلام هنا الاستسلام والانقياد للحق والعمل به ، والمعنى انه تعالى أنعم عليهم بالبيوت والأثاث والمتاع والسرابيل والظل وبالكن ليشكروه ويتقوه ، ولا يعثوا في الأرض مفسدين.
وإذا امتن سبحانه على عرب الجاهلية بفيء الغمامة والشجرة ، وبالثقب في الجبل ونحوه ، واعتبر ، جلت عظمته ، هذا الظل ، وهذا الثقب من إتمام النعمة عليهم