تَنْفَعُها شَفاعَةٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) ـ ١٢٣ البقرة» (وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ) ولكن حيث لا ينفع الندم أسرّوه ، أم أعلنوه (وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) تقدم هذا بنصه الحرفي في الآية ٤٧ من هذه السورة ، وذكر هناك لمناسبة تحذير الرسول للمكذبين ، وأعيد هنا لمناسبة عدم الجدوى من الفداء لو أمكن.
(أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) يحكم ويفعل ما يشاء ، ولا رادّ لمشيئته (أَلا إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ) في مجيء اليوم الآخر وثوابه وعقابه ، وفي كل ما وعد (وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) ان الساعة آتية لا ريب فيها وان الله يبعث من في القبور .. وأكثر الذين يعلمون ويؤمنون بهذا البعث لا يعملون له. وإذا كانت الأكثرية على وجه العموم لا تعلم ، وأكثرية «الأقلية» التي تعلم لا تعمل فالنتيجة الحتمية ان العالم العامل أندر من الذهب الأحمر.
(هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ). فيعاقب من علم ولم يعمل بعذاب أشد وأعظم من عذاب من أهمل وقصّر في طلب المعرفة من أجل العمل .. ان هذا مسؤول ما في ذلك ريب ، ولكن مسؤولية من ترك العمل بعلمه أعظم بكثير .. ان السعي لوفاء الدين واجب ومن تركه فهو آثم ، ولكن إثم من ترك ، وهو يملك المال بالفعل ، أشد وأعظم.
(يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (٥٧) قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (٥٨) قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما أَنْزَلَ اللهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَراماً وَحَلالاً قُلْ آللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ (٥٩)