(فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ). المرية الشك والريب ، وضمير منه وانه يعودان الى محمد أو القرآن ، والخطاب في لا تك موجه لكل من سمع برسالة محمد ، والمعنى لا ينبغي لعاقل أن يشك في أن محمدا رسول الله ، وان القرآن وحي من الله بعد أن قامت الدلائل والبينات على ذلك.
وإذا ساغ لإنسان أن يشك بأن التوراة والإنجيل قد بشّرا بنبوة محمد فهل يسوغ له أن يشك في أن محمدا قد منح الناس أسباب الحياة ، وانه قد أتى بما لم يأت به نبي ولا مصلح. (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ) بالحق ، لأنه عدو ألد لبغيهم وفسادهم في الأرض ، أو لأنهم لا يهتمون بالدين حقا كان أو باطلا ، ما دامت معايشهم لا تعتمد عليه .. ونحن ندع هؤلاء وما يختارون على أن يتركوا غيرهم وما يختار ، ولا يطعنوا في دين لا يعرفون منه الا الاسم.
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أُولئِكَ يُعْرَضُونَ عَلى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهادُ هؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (١٨) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ (١٩) أُولئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَما كانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِياءَ يُضاعَفُ لَهُمُ الْعَذابُ ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَما كانُوا يُبْصِرُونَ (٢٠) أُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (٢١) لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (٢٢) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ أُولئِكَ أَصْحابُ