الواصب الدائم ، وإذا كان الله خالق كل شيء ومالك كل شيء وجب الثبوت والاستمرار في طاعته دون سواه.
٣ ـ (وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ) لأنه خالق كل شيء مباشرة وبكلمة كن ، أو بالواسطة.
(ثُمَّ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ ثُمَّ إِذا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ). المؤمن الحق يثق بالله ويعتمد عليه في جميع الأحوال : أما التاجر فيلجأ اليه ساعة العسرة ، ويتجاهله عند الميسرة ، ومر نظير هذه الآية مع التفسير في سورة يونس الآية ١٢.
(لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ). المراد بالكفر هنا كفران النعم ، ومنها كشف الضر ، واللام في ليكفروا للعاقبة مثل لدوا للموت وابنوا للخراب ، والمعنى ان الله أنعم عليهم ، فكانت نتيجة انعامه وتفضله كفرانهم بأنعمه (فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) عاقبتكم الوخيمة ، وتندمون حيث لا ينفع الندم.
(وَيَجْعَلُونَ لِما لا يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِمَّا رَزَقْناهُمْ تَاللهِ لَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ (٥٦) وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ (٥٧) وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (٥٨) يَتَوارى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ ما بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ أَلا ساءَ ما يَحْكُمُونَ (٥٩) لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٦٠))