مفعول مطلق لتضرونه. وتلك عاد مبتدأ وخبر ، والاشارة الى آثارهم أو قبورهم. وألا أداة تنبيه ، وبعدا اي بعد بعدا. وقوم هود بدل من عاد.
المعنى :
(فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ) غير وان ولا مقصر (وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْماً غَيْرَكُمْ) بعد ان ينزل عذابه بكم في الدنيا قبل الآخرة (وَلا تَضُرُّونَهُ شَيْئاً) بتوليكم عن الايمان (إِنَّ رَبِّي عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ) يراقب الأشياء ، ويدبرها بعلمه وحكمته. قال ابن عربي في «الفتوحات المكية» : «كما ان ربك على كل شيء حفيظ فهو بكل شيء محفوظ». يشير الى قول من قال : وفي كل شيء له آية.
(وَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا هُوداً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْناهُمْ مِنْ عَذابٍ غَلِيظٍ). المراد بأمرنا عذابنا ، وبالنجاة الاولى من عذاب الدنيا ، وبالنجاة الثانية من عذاب الآخرة ، وقيل : ان النجاة الاولى كانت لبيان النجاة من العذاب من حيث هو بصرف النظر عن نوعه وانه خفيف او ثقيل ، أما النجاة الثانية فهي لبيان نوع العذاب الذي نزل بقوم هود ، وانه كان من الوزن الثقيل .. وكل من المعنيين محتمل. وتقدمت الاشارة الى نجاة هود ومن معه في سورة الاعراف الآية ٧٢ ج ٣ ص ٣٤٨.
(وَتِلْكَ عادٌ جَحَدُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ). بعد ان أوجز سبحانه قصة عاد أشار الى سبب هلاكهم ، وانه كفرهم بالله وآياته ، وعصيانهم لرسله وأحكامه ، وتخاذلهم عن نصرة الحق ، وتهاونهم في مقاومة الباطل ، وانقيادهم لقادة الضلال والطغيان .. وقال سبحانه : (وَعَصَوْا رُسُلَهُ) ولم يقل : وعصوا رسوله لان من عصى واحدا من أنبياء الله ورسله فقد عصى الجميع بالنظر الى ان رسالة الكل واحدة ، وهي الدعوة الى الايمان بالوحدانية والبعث.
(وَأُتْبِعُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ) أي انهم فعلوا ما يستوجب اللعن