المحرم فيهما. وسألته عن قول الله (عزوجل) (الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) (١) ما يعني بالحج الأكبر؟ فقال : الحج الأكبر الوقوف بعرفة ورمي الجمار ، والحج الأصغر العمرة».
وما رواه في الكافي في الصحيح عن عبد الرحمن بن الحجاج (٢) قال : «قلت لأبي عبد الله عليهالسلام الحج على الغني والفقير؟ فقال : الحج على الناس جميعا كبارهم وصغارهم فمن كان له عذر عذره الله».
وما رواه في الكافي والتهذيب عن علي بن جعفر عن أخيه موسى عليهالسلام (٣) قال : «ان الله (عزوجل) فرض الحج على أهل الجدة في كل عام وذلك قول الله (عزوجل) (وَلِلّهِ عَلَى النّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ) (٤) قال قلت : فمن لم يحج منا فقد كفر؟ قال : لا ولكن من قال ليس هذا هكذا فقد كفر».
أقول : الظاهر ان المعنى في قوله : «ولكن. الى آخره» ان التارك له لا عن اعتقاد حل تركه ليس بكافر وانما الكافر من لم يعتقد وجوبه ، فمعنى «وَمَنْ كَفَرَ» من لم يعتقد فرضه أو لم يبال بتركه فان عدم المبالاة يرجع الى عدم اعتقاد فرضه ، وكان السؤال والجواب مبنيان على الكفر بالمعنى الحقيقي والمشهور ان الكفر في أمثال هذا المقام ليس المراد به الكفر الحقيقي وانما المراد به كفر الترك ، فان تارك الواجبات التي هي من كبائر الطاعات كالصلاة والزكاة والحج ينسب الى الكفر وان لم يكن معتقدا حل الترك الذي به يصير كافرا كفرا حقيقيا بل يطلق على الترك بقول مطلق كما في قوله (عزوجل) : (إِنّا هَدَيْناهُ
__________________
(١) سورة التوبة الآية ٣.
(٢ و ٣) الوسائل الباب ٢ من وجوب الحج وشرائطه.
(٤) سورة آل عمران الآية ٩٧.