إنما عنى بالقتل هاهنا التّبريح ؛ فإنّ الذى يلزمه من الهجنة مع ذكر القتل يلزمه أيضا مع ذكر التّبريح.
ومما أخذ على امرئ القيس قوله (١) :
فللسّوط الهوب وللسّاق درّة |
|
وللزّجر منه وقع أخرج مهذب (٢) |
فلو وصف أخسّ حمار وأضعفه ما زاد على ذلك.
والجيد قوله :
على سابح يعطيك قبل سؤاله |
|
أفانين جرى غير كزّ ولا وان (٣) |
وما سمعنا أجود ولا أبلغ من قوله «أفانين جرى».
وقول علقمة (٤) :
فأدركهنّ ثانيا من عنانه |
|
يمر كمرّ الرائح المتحلّب (٥) |
فأدرك طريدته وهو ثان من عنانه ولم يضربه بسوط ، ولم يمره بساق ، ولم يزجره بصوت.
ومما يعاب قول الأعشى (٦) :
ويأمر لليحموم كلّ عشيّة |
|
بقتّ وتعليق فقد كان (٧) يسنق (٨) |
يعنى باليحموم فرس الملك ، يقول : إنه يأمر لفرسه كلّ عشية بقت وتعليق ؛
__________________
(١) ديوانه : ٧٨ ، والموشح : ٨٧ ، واللسان ـ مادة لهب.
(٢) الألهوب : شدة الجرى. والدرة : شدة الدفع. والأخرج : الظليم. والمهذب : المسرع فى العدو ، ورواية اللسان ـ مادة نعب :
فللسان ألهوب وللسوط درة |
|
وللزجر منه وقع أهوج منعب |
والنعب : من سير الإبل.
(٣) الأفانين : الضروب. والكز : المنقبض ، وأراد بانقباضه تقارب خطاه فى السير.
(٤) ديوانه : ٧ الشعر والشعراء ١٧١.
(٥) المنحلب : طالب الحلبة بفتح فسكون وهى الدفعة من الخيل فى الرهان خاصة. وعجز البيت فى ديوانه :
يمر كغيث رائح متحلب
(٦) اللسان ـ مادة سنق
(٧) فى اللسان : كاد
(٨) السنق : كالبشم وذلك للحيوان كالتخمة للإنسان.