«ادخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي» وفي تفسير العياشي عن أحدهما (عليهماالسلام) في قوله تعالى : (عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً) قال (عليهالسلام) : «الشفاعة».
ومن الشافعين في العباد : الوسائط التكوينية والأسباب الطبيعية فإنّها شفعاء عند الله تعالى ووسائط بينه عزوجل وبين خلقه قال تعالى : (لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ) [البقرة ـ ٢٥٥] ، فإنّ جعل الشفاعة بإذنه بعد مالكيته لما في السّموات والأرض يدل على أنّها إنّما تكون في التكوينيات ، بل يمكن أن يكون شيء بوجوده التكويني شافعا في هذا العالم قبل قيام الساعة وانسداد باب التوبة ورفع الحجة عن الأرض وذلك قبل القيامة بأربعين يوما ، ويدل على ذلك قوله تعالى : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) [الأنفال ـ ٣٣] ، وما ورد عن نبينا الأعظم (صلىاللهعليهوآله) : «لو لا شيوخ ركع ، وبهائم رتع ، وأطفال رضع ، لصب العذاب عليكم ـ الحديث ـ» وما ورد في الكعبة والقرآن من أنّهما أمانان لأهل الأرض وغير ذلك ويأتي في الموضع المناسب شرح ذلك إن شاء الله تعالى.
ومنهم : الوسائط التي توجب المغفرة من الله عزوجل أو القرب إليه كالتوبة قال تعالى : (قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) [الزمر ـ ٥٤] ، وقد تقدم البحث في التوبة في أحد مباحثنا بالتفصيل ، وعن عليّ (عليهالسلام) : «لا شفيع أنجح من التوبة».
ومنهم الإيمان قال تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ) [الحديد ـ ٢٨] ، والآيات في ذلك كثيرة وفي الحديث عن نبينا الأعظم (صلىاللهعليهوآله) في أخبار متواترة «كلمة لا إله إلا الله حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي».