بحث عرفاني
تقدم بعض ما يرتبط بطلاق الزوج لزوجته وهو أمر مبغوض عند الخالق والمخلوق. وهناك طلاق آخر هو مجمع الكمالات الإنسانية وأهم طرق السّير والسلوك إلى الله تعالى وتتجلّى أهميته في اجتماع التخلية عن الرذائل ، والتحلية بالفضائل ، والتجلية بصفات الباري عزوجل فيه ، وهو طلاق الدنيا وما سوى الله جلّت عظمته وهو أيضا مرتان (فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ) وإنّ له درجات :
الأولى : ما إذا كانت الدنيا سببا للانغمار في عالم الغرور وحجابا عن عالم النور. فترتع النفس في الجهالات والظلمات فلا يفيدها منع مانع ولا ترتدع بأيّ رادع. وطلاق مثل هذه الحالة واجب على كلّ نفس تريد الاستكمال والترفع عن دار الوهم والخيال والارتقاء إلى عالم الحقائق التي لم تزل ولا تزال.
الثانية : ما إذا أمسك نفسه عن الانغمار في عالم الغرور طلبا للاستكمال ، فتشرق على النفس من عالم الأنوار فترفض الدنيا وما يبعدها عن ساحة قدسه تعالى ، ولا ريب في حسن هذا الطلاق بالشرائط المقرّرة في الشريعة المقدّسة وبعد ذلك تصل النوبة إلى الإمساك بالمعروف فيعمل بما يرتضيه الرّحمن ويرتقي بذلك إلى درجات الجنان.