والمرسلين ، وهو أعظم الناس أمة ، ومعجزته القرآن ، وتميز بالخلق العظيم الذي أعطاه الله ، وأعطي خمس خصال لم يعطها أحد قبله ، وهذه الخصال كما
قال : «أعطيت خمسا لم يعطهنّ أحد من قبلي : نصرت بالرعب مسيرة شهر ، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل ، وأحلت لي الغنائم ، ولم تحل لأحد قبلي ، وأعطيت الشفاعة ، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة».
أما موقف الناس من اتّباع الأنبياء فهو موقوف متناقض ، فإنهم اختلفوا فمنهم من آمن بهم ومنهم من كفر ، واقتتلوا من بعد ما جاءتهم البينات والرسل والمعجزات ، ولو شاء الله ما اقتتلوا ، ولكنهم تركوا أحرارا ليتميز الصالح من الفاسد ، ويجعل قبول الدين منبعثا من التفكير والنظر ، والله يفعل ما يريد من الحكمة الإلهية السديدة.
الترغيب في الإنفاق
إن بناء الأمجاد في الأمة ، وطريق الحفاظ على استقلالها وعزتها وكرامتها يحتاج إلى تعاون أفرادها وتضامن أبنائها ، فلا يتحقق تقدم ولا تسمو أمة من دون التضحية بالمال والنفس.
والآخرة ميزان الأعمال الصالحة ، وفيها رصيد خالد دائم لكل من يعمل خيرا أو يؤدي واجبا.
ولكن الناس في التعاون وفعل الخير متفاوتون ، فمنهم من يقدم على الخير لذاته حبا فيه ، ومنهم من يفعل الخير خوفا من العقاب وطلبا للثواب ، وهؤلاء هم المحتاجون للتذكير والخطاب الإلهي الآمر بالإنفاق في سبيل المصلحة العامة وقوة الجماعة وتحقيق التكافل الاجتماعي.