النسائي وأبو يعلى وابن حبان عن أبّي بن كعب أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال عنها : «من قرأها أول ليله لم يقربه شيطان».
ومشتملاتها أن الله لا إله يعبد بحق في الوجود إلا هو ، وما عداه من الآلهة المزعومة تعبد بغير حق ، فالله متفرد بالألوهية ، موصوف بالحياة الأبدية ، واجب الوجود ، الحي الذي لا يموت ، القائم بذاته على تدبير خلقه ، المخالف لهم في كل صفاتهم ، لا يشبهه شيء من خلقه ، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، لا تغلبه ولا تستولي عليه سنة (نعاس) ولا نوم ، مالك الملك ، ذو العرش والجبروت ، له ما في السماوات والأرض ، ذو البطش الشديد ، فعّال لما يريد ، لا يملك أحد الكلام يوم القيامة إلا بإذنه ، ولا يشفع أحد إلا بأمره ، يعلم بالكليات والجزئيات ، ولا يطلع على علمه أحدا إلا من شاء ، ولا يحيط بعلمه أحد إلا بما شاء ، واسع الملك والقدرة ، الأرض جميعا في قبضته ، والسماوات مطويات بيمينه ، وسع كرسيه أي علمه السماوات والأرض ، فالكرسي : العلم كما قال ابن عباس ، والذي تقتضيه الأحاديث : أن الكرسي مخلوق عظيم بين يدي العرش ، والعرش أعظم منه ، روى ابن جرير الطبري عن ابن زيد عن أبيه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما السماوات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس».
والمهم أن قدرة الله عظيمة شاملة ، لا يشغله شأن عن شأن ، ولا يشق عليه أمر دون أمر ، القاهر لا يغلب ، العظيم الذي لا تحيط به الأفهام والعقول جلّ شأنه ، لا يعرف كنهه إلا هو سبحانه وتعالى.
هذه الآية منبئة عن عظم الله تعالى وعظم مخلوقاته ، وعظم قدرته ، فلا يؤوده ولا يثقله حفظ هذا الأمر العظيم ، قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه : سمعت نبيكم صلىاللهعليهوسلم على أعواد المنبر ، وهو يقول : «من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة ، لم