الناس أحرارا ، ولا مانع من وجود ما يسمى بالتعايش الديني السلمي بين الإسلام وأهله وغيره من أهل الأديان ، ومن يكفر بالأصنام وكل ما يعبد من دون الله ، ويؤمن بالله واجب الوجود ، الإله الواحد من غير شريك ، فقد بالغ بالتمسك بالعروة الوثقى المأمون انقطاعها ، والله سميع لأقوال الناس ، عليم بمعتقداتهم وأفعالهم.
ثم بيّن الله تعالى أنه يتولى أمور المؤمنين بالتوفيق والهداية لأقوم الطريق ، فقال سبحانه : (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٢٥٧)) [البقرة : ٢ / ٢٥٧]. أي إن الله تعالى يتولى شؤون عباده المؤمنين ، فهو يرشدهم إلى الصراط المستقيم ، ويخرجهم من ظلمات الشك والشبهة إلى نور العلم والمعرفة واليقين ، أما الذين كفروا بالله ورسوله ، فيتولى الطاغوت (أي الشيطان) أمورهم ، وينقلهم من نور الحق والإيمان إلى ظلمات الكفر والنفاق ، والشك والضلال ، وهؤلاء الكفار هم الذين بعدوا عن الهدى والصواب ، وتمادوا في الغي والضلال ، وهم أصحاب النار الملازمون لها ، الخالدون فيها.
هذه مقارنة عملية مثمرة بين فئتين من الناس ، فمن آمن بربه ورسله جميعا وبكل ما أنزل من كتاب وحكمة ، فالله وليه ، يخرجه من ظلمة الكفر إلى نور الإيمان ، ومن كفر بعد وجود النبي المرسل والقرآن المنزّل ، فوليه شيطانه ، وهو الذي يغويه ، ويخرجه من دائرة الإيمان إلى ظلمة الكفر والضلال.
قصة النمرود وإبراهيم والعزير وحماره
ضرب الله تعالى مثلا واضحا للمؤمن الواعي اليقظ ، وللكافر الغبي المتسلط ، بإبراهيم عليهالسلام ، ليبين أدلة الإيمان الفطرية ، وحجج الكفر المتهافتة الساقطة ،