يتيمم مريد الصلاة إذا كان مريضا مرضا يتعذر معه استعمال الماء ، أو يضر الجرح أو يؤدي إلى بطء الشفاء ، أو كان مسافرا في صحراء أو غيرها على الطرقات العامة ، وتعذر استعمال الماء لفقده أو لمشقة السفر ، سواء أكان المريض أم المسافر محدثا حدثا أصغر ، أم حدثا أكبر ، فيكون التيمم جائزا بدلا عن الوضوء أو الغسل لأعذار ثلاثة : السفر ، والمرض ، وفقد الماء.
وهذا مظهر من مظاهر التسامح والتيسير في أداء الصلاة ، ودليل على أن الإسلام يدفع الحرج والمشقة عن الناس ، لذا ختم الله تعالى الآية بقوله : (إِنَّ اللهَ كانَ عَفُوًّا غَفُوراً) يعفو حيث سهّل الصلاة للمعذور من دون وضوء ولا غسل ، والله يقبل العفو أي السهل ، ويغفر الذنب أي يستر عقوبته ، فلا يعاقب المصلحين التائبين ، ومن كان عفوا غفورا آثر التسهيل ، ولم يشدد ؛ لأن الله رؤف رحيم بعباده.
تحريف الكتب الإلهية وإهمال الهداية
من المعلوم أن الأديان السماوية كلها متفقة في أصولها العامة ومبادئها الأساسية ، كتوحيد الله ونفي الشرك ، والدعوة إلى كريم الأخلاق ، وسمو الفضائل ، وإصلاح المجتمع الإنساني ، وإسعاد الفرد والجماعة ، والقرآن الكريم مصدق لموسى وعيسى عليهماالسلام فيما أنزل الله عليهما من الوحي الإلهي في التوراة والإنجيل ، وإذا كان الإنسان المتزن متسامحا في نظرته ، مبتعدا عن التعصب والانغلاق ، فعليه أن يؤمن ويصدق بجميع ما جاء من عند الله ، وكيف لا يؤمن أهل الكتاب وغيرهم بالقرآن الكريم ، مع أنه جاء مصدقا لما معهم ، وموافقا لملة إبراهيم الخليل عليهالسلام ـ ملة التوحيد ، فمن أخلص للحقيقة ، فعليه أن يقتنع بها ، ويلتزم بمضمونها ،