ورسوله وهم المسلمون ، واليهود والصّابئون (فرقة من النصارى المحايدين) والنّصارى أتباع عيسى عليهالسلام ، من آمن منهم بالله ربّا وإلها واحدا ، وآمن برسله ، وباليوم الآخر يوم القيامة ، وعمل صالحا فأقام الطاعات ، فلا خوف عليهم أبدا من عذاب القيامة ، ولا هم يحزنون أبدا على شيء من لذّات الدنيا ونعيمها ، بل هم في جنّات النعيم ، جعلنا الله منهم وألهمنا رشدنا وصوابنا.
علاقة أهل الكتاب برسلهم
الأنبياء والرّسل عليهمالسلام مندوبون موفدون مكلفون من الله تعالى بتبليغ رسالات ربّهم وكتبه ووصاياه ، فما على البشر إلا الأخذ بتعاليمهم وتصديقهم في دعوتهم ، واحترامهم وتأييدهم جميعا ، دون تفرقة ولا تمييز ، ولا اختيار لأحدهم أو بعضهم وترك البعض الآخر. غير أن أهل الكتاب لم يلتزموا هذا الموقف المحايد ، وإنما صدّقوا بعض الرّسل ، وكذّبوا بعضهم الآخر ، بل قتلوا فريقا منهم ، أو وصفوه بصفة مخالفة للحقيقة ، ومغايرة للواقع. قال الله تعالى مبيّنا هذا الموقف :
(لَقَدْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَأَرْسَلْنا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّما جاءَهُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُوا وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ (٧٠) وَحَسِبُوا أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تابَ اللهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ (٧١) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقالَ الْمَسِيحُ يا بَنِي إِسْرائِيلَ اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْواهُ النَّارُ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ (٧٢) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ وَما مِنْ إِلهٍ (١)
__________________
(١) ابتلاء وعذاب.