اسم أبيه ، أو عن مكان ناقته الضّالة أي الضائعة ، وعن مصيره في الآخرة ، فتنزل الآية بالنهي عن تلك الأسئلة السخيفة ، ومن أمثلة النوع الثاني ، وهو سؤال الاسترشاد : ما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : خطبنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : «يا أيها الناس ، قد فرض الله عليكم الحج ، فحجّوا» فقال رجل : أكل عام يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها ثلاثا ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لو قلت : نعم لوجبت ، ولو وجبت لما استطعتم» فأنزل الله هذه الآية : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ..).
والمعنى : يا أيها الذين صدقوا بالله ورسوله ، لا تسألوا عن أشياء عيبية أو خفية لا فائدة منها ، أو عن أمور دقيقة في الدين ، أو عن تكاليف سكت عنها الوحي ، فيشق التكليف بها على بقية المؤمنين ، فيكون السؤال سببا في التشديد والإساءة والكثرة.
وإن تسألوا عن جنس تلك الأشياء المسكوت عنها أو المعقدة أو الشائكة ، أو التكاليف الصعبة حين ينزل القرآن ، يظهرها الله لكم على لسان رسوله ، فيكون السؤال سببا في التشديد أو التضييق ، ويوضح هذا المعنى ما رواه مسلم عن عامر بن سعد عن أبيه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إن أعظم المسلمين جرما من سأل عن شيء لم يحرّم ، فحرّم من أجل مسألته». ولكن إذا كان السؤال في بيان المراد من مجمل القرآن أو غوامضه ، فلا بأس به ، للحاجة إليه ، مثل السؤال عن إيضاح حكم الخمر بعد نزول آيات تعرّض بتحريمه ، وتنبّه إلى مخاطره وكثرة مآثمه.
أما السؤال عما لا يفيد ، أو عما لا حاجة للسؤال فيه ، وكان في الإجابة عنه زياد كلفة ومشقة ، فهو حرام. عفا الله عما لم يذكره في كتابه ، فكل ما سكت عنه القرآن ، فاسكتوا عنه كما سكت ، والله غفور لمن أخطأ في السؤال وتاب ، حليم لا