ويتابعوا شذوذ كل متعسّف أو معاند ، وما عليهم إلا إبلاغ الرسالة ، سواء آمن الناس أو كفروا.
ومصير الفريقين من المؤمنين والكافرين برسالات الأنبياء واضح وقاطع الوعد ، ومحقق الجزاء ، فمن آمن وأصلح عمله بامتثال الطاعات ، واتّباع الرّسل ، فلا خوف عليهم من مخاطر المستقبل ، ولا هم يحزنون على ما فاتهم في الدنيا ولا على شيء يصادفهم يوم لقاء الله. وهذا وعد ثابت محقق ، كما قال الله تعالى : (لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (١٠٣)) [الأنبياء : ٢١ / ١٠٣].
ومن كذّب بآيات الله التي أرسل الله بها الرّسل ، وفسق ، أي خرج عن الحدّ في كفرانه وعصيانه ، ولم ينفّذ أوامر الله ، وارتكب المنهيات المحظورات ، يمسّهم العذاب ، أي يباشرهم ويلتصق بهم ، بسبب كفرهم وفسقهم ، وكان جزاؤهم أنواع النقمة في الدنيا ، والتّلظّي بنار جهنم في الآخرة. فإن أصاب الكافر خير في الدنيا فهو متاع قليل ، والعبرة بالمصير الدائم والخلود الأبدي في العذاب في الآخرة ، وذلك هو الخسران المبين ، والضّلال البعيد.
مصدر المعرفة للنّبي صلىاللهعليهوسلم
تتنوع مصادر المعرفة بالنسبة للبشر ، فمنها العلوم المكتسبة المتلقاة من الآخرين ، ومنها الأعراف والعادات السائدة ، ومنها الخبرات والتجارب ، وأهم مصادر المعرفة وأوثقها وأدقها : الوحي الإلهي الذي يزوّد البشرية بمعلومات ومعارف ضرورية وأساسية في تكوين ثقافاتهم ، ويبقى أمام الإنسان بعد الوحي ساحة المعرفة الدنيوية المستمدة من الآخرين ومن الإبداع البشري. والوحي الإلهي مقصور على الأنبياء