فإن شهدوا على سبيل الفرض فلا تشهد معهم ، أي لا توافقهم على أقوالهم ، ولا تصدّقهم ولا تقبل شهادتهم ، فهم شهود زور كذبة ، ولا تتبع أهواء الذين كذبوا بآيات الله الدّالة على وحدانيته وربوبيته ، ومنها حقّه في التشريع والتحليل والتحريم ، ولا تتبع أهواء هؤلاء الجاهلين المتّبعين لأهوائهم الذين لا يوقنون بمجيء الآخرة وما فيها من حساب ، وهم يشركون بربّهم ، ويجعلون له عديلا يشاركه في جلب الخير ، ودفع الضّر ، والحساب والجزاء.
وبهذا بطل ادّعاء المشركين واحتجاجهم بالمشيئة الإلهية ، فإن المشيئة أمرها لله ، وما على الناس إلا تنفيذ التكليف الإلهي ، لأنهم لا علم ولا اطّلاع لهم على مراد الله وعلمه ومشيئته.
الوصايا العشر
أورد القرآن الكريم الوصايا العشر المتّفق عليها في الأديان كلها ، في التوراة والإنجيل والفرقان ، وأمر الله نبيّه محمدا صلىاللهعليهوسلم أن يدعو جميع الخلق إلى سماع تلاوة ما حرّم الله بشرع الإسلام الخالد المبعوث به إلى جميع الناس ـ الأسود والأحمر والأبيض ـ قال الله تعالى : (قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (١٥١) وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها وَإِذا قُلْتُمْ (١) (٢) (٣) (٤) (٥) (٦) (٧)
__________________
(١) أقرأ.
(٢) أي فقر.
(٣) الكبائر من المعاصي.
(٤) أمركم.
(٥) يرشد ويقوى.
(٦) بالعدل.
(٧) طاقتها.