يتعلّق بمرتكبها إثم أو ذنب ، وهو الذنوب الصغائر ، وقال بعض الناس : الإثم هي الخمر ، محتجّا بقول الشاعر :
شربت الإثم حتى ضلّ عقلي |
|
كذاك الإثم تذهب بالعقول |
٣ ـ وحرّم الله أيضا البغي : وهو الظلم وتجاوز الحدّ في الفساد والحقوق بالاعتداء على حقوق الناس الآخرين أفرادا وجماعات ، سواء أكان التّعدي مبتدءا أو كان صاحبه منتصرا ، فإذا جاوز الحدّ في الانتصار فهو باغ. وقوله تعالى : (بِغَيْرِ الْحَقِ) زيادة بيان ، إذ لا يتصور بغي بغير حق ؛ لأن ما كان بحق فلا يسمى بغيا.
٤ ـ وحرّم الله تعالى الشّرك بالله : وهو أقبح الفواحش ، وهو أن تجعل مع الله إلها آخر من صنم أو وثن أو كوكب أو ملك أو إنسان ، لم تقم عليه حجة من عقل ولا برهان من وحي ، وسميت الحجة سلطانا : لأنها ترجح قول الخصم على غيره ، ويكون لها تأثير على قول السامع وفكره. والشرك لا دليل ولا حجة عليه من عقل ولا نقل ، قال الله تعالى : (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّما حِسابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ (١١٧)) [المؤمنون : ٢٣ / ١١٧].
وهذا يشعرنا أو يدلّنا أن الاقتناع بالبرهان والحجة الساطعة أساس بناء العقيدة ، وأن الإيمان لا يقبل بغير وحي من الله ، يدعمه الدليل والبرهان.
٥ ـ وحرّم الله سبحانه التّقول على الله بغير حجة ولا علم ، كالافتراء والكذب على الله ، بادّعاء أن له ولدا أو شريكا من الأوثان ، وكتحريم بعض المواشي من بحيرة وسائبة ووصيلة وحام ، وتحليل الحرام وتحريم الحلال بلا سند ولا حجة ، وهو القول بالرأي المحض من دون دليل من الشّرع ، وهو سبب تحريف الأديان ، والابتداع في الدين الحق ، واتباع الهوى والشيطان ، واستحسان الأنظمة المنافية لتعاليم الدين والشرع ، وهذا منهج أدعياء التجديد ، وتخطي الشريعة باسم الاجتهاد ، روى