البخاري ومسلم أن النّبي صلىاللهعليهوسلم قال : «لتتّبعنّ سنن من قبلكم ، شبرا بشبر ، وذراعا بذراع ، حتى لو دخلوا جحر ضبّ لتبعتموهم ، قلنا : يا رسول الله ، اليهود والنصارى؟ قال : فمن؟».
إن هذه الآية شملت تحريم جميع الجنايات وهي الجنايات على الأنساب كالزّنى والقذف ، والجنايات على العقول كشرب الخمر وتناول المخدرات ، والجنايات على الأعراض والكرامات كتجاوز حقوق الإنسان والمساس بكرامته ، والجنايات على النفوس والأموال كإلحاق الظلم بالآخرين والغصب والسّرقة والنّهب والسّلب ، والجنايات على الأديان كالطّعن في توحيد الله تعالى وسبّ الله والرسول ووصف بعض الأنبياء بصفات لا تليق بهم ، فهم المعصومون من الأخطاء الكبائر منها والصغائر.
آجال الأمم والرّسل المرسلين إليها
الأمم والشعوب والأفراد ترتبط حياتهم بأزمان معينة وتواريخ محددة ، والزمان والتاريخ سجل أمين حافل بأعمال البشر ، فهم إن ملؤوا صفحة الحياة بأفعال مجيدة تفيد البلاد والأوطان ، كانوا مؤدّين رسالة الحياة بأمانة وشرف وكرامة ، وهم إن شغلوا أعمارهم وأوقاتهم بالمظالم وتوافه الأمور ، كانوا خونة الأمانة وعالة على التاريخ ، فالعقلاء هم الذين يعمرون حياتهم بجلائل الأعمال المفيدة للأمة والديار ، قال الله تعالى مبيّنا قيمة الحياة ومهمّة رسل الإصلاح :
(وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ (٣٤) يا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي فَمَنِ اتَّقى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٣٥) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٣٦)) [الأعراف : ٧ / ٣٤ ـ ٣٦].