وفي البعد عن القصص والرّوايات الإسرائيليّة التي لا يخلو منها تفسير قديم ، وفي التزام أصول التفسير بالمأثور والمعقول معا ، وبالاعتماد على أمهات كتب التفسير الكبرى ، بمختلف مناهجها.
ـ وينفرد (التفسير المنير) ببيان أوسع وأجلى للآيات ، وبالتعرف على مضامين كل سورة في بدء تفسيرها في الجملة ، وعلى فضائل السّور القرآنية مما يصح من أخبارها ، واستبعاد الموضوع والضعيف ، وعلى مناسبات السّور القرآنية والآيات بعضها مع بعض ، وعلى تفصيل وتحقيق القصص والأحداث التاريخية القديمة ، ووقائع السّيرة النّبوية ، واستنباط الأحكام الشّرعية بالمعنى الواسع للحكم بحيث يشمل العقيدة والعبادة ، والأخلاق والآداب ، والعبر والعظات ، ونظام الحياة والمعاملات ، وأصول الحياة الإسلامية العامة. كما يمتاز ببيان المفردات اللغوية بيانا كافيا شافيا ، وبمعرفة وجوه البلاغة والإعراب ، وكل ذلك مع تعقيبات وملاحظات ومقارنات وتنويه بالمعجزات ، والإعجاز العلمي للقرآن الكريم بحسب تقدم العلوم العصرية.
ـ ويقتصر (التفسير الوجيز) على بيان المقصود بكل آية ، بعبارة شاملة غير مخلّة بالمعنى المراد ، ولا مبتورة ، ومن غير استطراد ولا تطويل ، وشرح بعض الكلمات الغامضة غموضا شديدا ، وبيان أسباب النزول مع كل آية أثناء شرحها.
ـ وأما (التفسير الوسيط) هذا ، فقد يزاد فيه تفسير بعض الآيات عما هو مذكور في (التفسير المنير) ، ويشتمل على إيضاح معاني أهم الكلمات الغامضة ، مع التّعرض لأسباب النزول مع كل آية. وحينئذ قد تتطابق عبارات التفاسير الثلاثة ، وقد تختلف بحسب الحاجة ، وبما يقتضيه المقام في تسليط الأضواء على بعض الألفاظ والجمل ، وقد يذكر الوجه الإعرابي الضروري للبيان. وتميّز هذا التفسير ببساطته وعمقه في آن واحد ، وبإيراد مقدمة عن كل مجموعة من الآيات ، تكوّن موضوعا واحدا.