خمسين إلا القرشية » وإن كان هو اعتبار وصف القرشية على وجه النعتية في موضوع الحكم بتحيض القرشية بعد الخمسين إلا أنّه لا يستدعي أخذ عدم القرشية في موضوع عدم الحكم بتحيض المرأة بعد الخمسين على وجه النعتية ، ـأعني به مفاد ليس الناقصة ـ وإنّما يستدعي أخذ عدم القرشية في ذلك الموضوع على نحو السالبة المحصلة ، وكلّ مرأة لا تكون متصفة بالقرشية باقية تحت العام وإنّما الخارج خصوص المتصفة بالقرشية لا انّ الباقي بعد التخصيص هو المرأة المتصفة بعدم القرشية ، فإذا شكّ في كون المرأة قرشية لم يكن مانع من التمسّك باستصحاب عدم القرشية الثابت لها قبل ولادة تلك المرأة في الخارج. (١)
يلاحظ عليه بوجهين :
الأوّل : أنّ ما أفاده في جانب المستثنى في غاية المتانة ، إنّما الكلام فيما أفاده في جانب المستثنى منه ، فقد سبق منّا انّ الباقي تحت العام يتصوّر على أنحاء ثلاثة :
١. الموجبة المعدولة : المرأة غير القرشية تحيض إلى خمسين.
٢. الموجبة السالبة المحمول : المرأة التي هي ليست بقرشية تحيض إلى خمسين.
٣. السالبة المحصلة : إذا لم تكن المرأة قرشية تحيض إلى خمسين.
والأوّلان رهن وجود الموضوع ، إذ الوصف الوجودي ( غير القرشية ) أو ( هي التي ليست بقرشية ) لا ينفك عن وجود الموصوف بخلاف الثالث فانّه يصدق حتّى مع عدم الموضوع ولكن الكلام في تشخيص انّ الباقي تحت العام ما هو؟!
فإن كان الموضوع من قبيل الأوّلين فلا يجري الاستصحاب لعدم الحالة
__________________
١. تعاليق أجود التقريرات : ١ / ٤٦٨ ـ ٤٦٩. ولاحظ المحاضرات : ٥ / ٣٣٢ ـ ٣٣٦.