الاتحاد » ظهور بدوي غير مستقر إذا أحرز انّ المتكلّم في مقام الاهمال ، إذ يكون الإهمال في البيان مبرراً لنسبة الحكم إلى المطلق مع كونه للمقيد ، كما إذا قال : الغنم حلال مع أنّ الحلال هو الغنم غير الموطوء وغير الجلال. وبالجملة لا محيص عن الأخذ بهذه المقدّمة.
كون المتكلّم في مقام البيان لجهة دون جهة
قد يكون المتكلّم في مقام بيان جهة دون جهة ، فلا يصحّ الإطلاق إلا في الجهة التي صار بصدد بيانها.
فإذا قال سبحانه : ( فَكُلُوا مِمّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللّهِ عَلَيهِ وَاتَّقُوا اللّهَ إِنَّ اللّهَ سَريعُ الْحِساب ) (١) ، تكون الآية ظاهرة في بيان انّ ما أمسكه الكلب بحكم المذكى إذا ذكر اسم اللّه عليه وليس بميتة ، فهي في المقام بيان حلية أكْلِ ما يصيد الصيود مطلقاً وإن مات قبل دركه ، لأنّّ إمساكه تذكية للصيد ، ولكن لا يصحّ التمسّك بإطلاقها من جهة ريق فم الكلب حتّى يحكم بطهارته من خلال جواز أكله ، فما نقل عن شيخ الطائفة في طهارة موضع العض أخذاً بإطلاق الآية موضع تأمّل.
ما هو الأصل في كلام المتكلّم؟
إذا شكّ في أنّ المتكلّم في مقام البيان أو الإهمال والإجمال ، فالأصل العقلائي المعتمد عليه بين العقلاء كونه في مقام البيان لا الإجمال والإهمال ، وذلك لأنّ الأصل حمل كلّ فعل صادر من الإنسان على غايته الطبيعية. والتكلّم بما انّه من فعل الإنسان يحمل على غايته الطبيعية وهي الإفادة وبيان المقصود لا
__________________
١. المائدة : ٤.