المحكم والمتشابه
الأصل في تقسيم الآيات إلى قسمين : محكم ومتشابه هو قوله سبحانه في سورة آل عمران : ( هُوَ الَّذي أُنزلَ عَلَيْكَ الكتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتابِ وَأُخرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْويلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْويلَهُ إِلاّ اللّهُ وَالرّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ آمَنّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبّنا وَما يَذَّكّرُ إِلاّ أُولوا الأَلْباب ). (١)
واستقصاء الكلام في الآية يقتضي البحث في أُمور :
١.ما هو المراد من المحكم والمتشابه.
٢. ما هو المراد من التأويل؟
٣. ما هو المراد من ابتغاء الفتنة؟
٤. هل الراسخون في العلم يعلمون التأويل أو لا؟
وإليك الكلام في الجميع واحداً بعد الآخر :
١. المحكم والمتشابه لغة وقرآناً
١. المحكم من الحُكْم وهو بمعنى المنع ومنها الحِكْمة لأنّها تمنع صاحبها من فضول الكلام ورذائل الأخلاق ، ويطلق على اللجام « الحكيمة » لأنّها تمنع
__________________
١. آل عمران : ٧.