كما انّه مطرود دلالة ، وذلك لأنّ ظاهر الرواية أنّ حُييّ اليهودي كان يتلاعب بالحروف المقطعة ويحدّد مدّة نبوّة النبي وهو صلىاللهعليهوآلهوسلم ساكت في مقابل تلاعبه بها ، وهذا لا يناسب شأن النبي الأعظم في حقّ اللاعبين بآيات اللّه.
أضف إلى ذلك أنّ ظاهر الآية أنّ أصحاب الفتنة يؤمنون بمجموع القرآن ولكن يتبعون خصوص المتشابه ، وهذا لا ينطبق على شأن النزول ، فإنّ اليهود كانوا يرفضون القرآن كله.
بل الظاهر من الرواية أنّهم لم يتبعوا المتشابه ، بل قاموا قائلين : لقد تشابه علينا أمره.
٣. النظرية المعروفة
إنّ الآيات القرآنية تنقسم إلى قسمين : محكم واضح الدلالة ، مبيّن المقاصد ، ومتشابه يشتبه مدلوله الواقعي بغير الواقعي ، ويرتفع التشابه إذا لوحظت مع سائر الآيات.
وإنّما يعرض التشابه للآية لا لقصور في اللفظ أو في الهيئة التركيبية ، بل لأجل أنّ المعارف الإلهيّة إذا نزلت إلى سطوح الأفهام العادية ، وأُريد بيانها بالألفاظ الدارجة التي وضعت لبيان المعاني الحسّية الملموسة ، عرض لها التشابه في المقاصد ، فإنّ الألفاظ الدارجة إنّما وضعت للاستعانة بها في إلقاء المقاصد العرفية الحسّيّة ، فإلقاء المعارف العقلية العليا بهذه الوسيلة ، لا تنفك عن عروض التشابه لها.
وهناك سبب آخر للتشابه وهو استخدام المجاز والاستعارة والكناية في حلبة البلاغة فتصير الآية متشابهة المراد ، لا بحسب المعنى المستعمل فيه ، بل