زمانه بالحديث، كما يعلم من فتح الباري شرحه لصحيح البخاري.
أقول : فالروايات عنه بهذه الأنواع المكفرات متواترات بشهادة عدول الثقات، فهي حجّة قويّة على القواعد الشرعيّة، فلا يبقى لمؤمن يؤمن للمؤمنين ولا يتعصّب للمعاندين ريب في كفر هذا المبتدع المنافق والزنديق المشبّه بعد حكم العلماء عليه بذلك، كما في الدرر الكامنة لابن حجر العسقلاني (١) .
وإذا كانت هذه الروايات بالمكفرات عنه متواترة في تصانيفه متضافرة صحّ لكلّ مسلم نسبتها إليه على البتّ، فلا وقع لتعجّب بعض القاصرين من أتباعه المعاصرين من العلاّمة ابن حجر كيف نسب إلى ابن تيمية هذه الأقوال في الفتاوى الحديثية من غير إسناد حتّى اتّهمه بالكذب قال : وقد قالوا لولا الاسناد لقال من شاء ما شاء.
أقول : وقد عرفت أنّه لم يتفرّد بذلك النقل عنه بل نقله عن ابن تيميّة الجمّ الغفير من أعلام علماء الإسلام، وفي العيان ما يغني عن الخبر، ففي مصنّفاته التي طبعت الكفاية في الشهادة على صدق تلك الشهادات، وتحقّق كل مانسبوه إليه من الكفر والضلال، فراجع ما أخرجته من لفظه بحروفه في المقصد الأوّل والمقصد الثاني مع الدلالة على مواضعها من مصنّفاته.
____________________
(١) نفس المصدر ١ : ٩٣.