السبكي تمام ذلك الردّ في ترجمة الشيخ شهاب الدين المذكور في الطبقات الكبرى في الجزء الخامس في صفحة ١٨١ من المطبوع بمصر في هذه الأيام (١) ، فراجعه فإنّه قد أحسن الردّ على هذا الحشوي ونصر السنّة وعلماء الملّة، جزاه الله خير جزاء الناصرين لأهل السنّة.
وفي صفحة ٤٢٣ زاد ابن تيميّة في الطنبور نغمة أُخرى قال ما لفظه : ثمّ عامّة هذه التسليمات (٢) التي يسمّونها دلائل إنّما تقلّدوا أكثرها من طاغوت من طواغيت المشركين والصابئين أو بعض ورثتهم الذين أمروا أن يكفروا بهم مثل فلان وفلان، إلى آخره (٣) .
أقول : قد صرّح بأسمائهم في رسالته في إثبات الجهة والإشارة الحسيّة ـتعالى الله عن ذلك فإنّه ذكر فيها : أنّ هذه المقالة يعني تأويل ما يظهر منه التجسيم والتشبيه مأخوذة من تلامذة اليهود والمشركين وضلال الصابئين، قال : فإنّ أوّل من حفظ عنه هذه المقالة الجعد بن درهم (٤) ، وأخذها عنه جهم بن صفوان وأظهرها، فنسبت مقالة الجهمية إليه، والجعد أخذها عن أبان بن سمعان، وأخذها أبان من طالوت بن اُخت لبيد بن
____________________
(١) وفي طبقات الشافعيّة الكبرى تحقيق عبد الفتاح الحلو ٩ : ٣٤ / ١٣٠٢.
(٢) في المصدر : الشبهات بدل : التسليمات.
(٣) مجموعة الفتاوى ٥ : ١٦.
(٤) هو أوّل من قال بخلق القرآن، مبتدع ضالّ زعم أنّ الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً ولم يكلّم موسى فقتل على ذلك بالعراق يوم النحر، أصله من خراسان له أخبار في الزندقة، جعل في قارورة ماءً وتراباً فاستحال دوداً وهواماً فقال لأصحابه : أنا خلقت ذلك. فبلغ ذلك مولانا الصادق صلوات الله عليه فقال : «ليقل كم هي؟ وكم الذكران منه والاُناث إن كان خلقه؟ وكم وزن كلّ واحد منهنّ؟» فانقطع. قتل في سنة ١٢٤هـ. الكامل لابن الأثير ٥ : ٢٦٣، تاريخ الإسلام ٤ : ٢٣٨، الوافي بالوفيات ١١ : ٨٦ / ١٤٤، الأعلام ٢ : ١٢٠.