قال : «كان المعنى ما يفضل منه شيء» يعطي أنّه يرى ذلك، وهو عبارة اُخرى عمّا نسب إليه من أنّه بقدر العرش لا أصغر ولا أكبر; لأنّه نصّ «أنّه لا يفضل منه شيء» وهو معنى بقدر العرش لا يفضل منه شيء يكون به أكبر ولا ينقص منه بحيث يكون أصغر..
فهو كما قال ابن حجر (١) لا كما قال المعاصر القاصر : إنّه ليس كما قال، بل هو عن ذلك بمعزل وبعيد عنه بألف ألف منزل، وصرّح بكذب ما عزي إليه، بل قال : وكذلك شهادات العلماء حاكمة باختلاف ما زوّر ابن حجر عليه (٢) .
وقد عرفت صدق الرجل، وأنّه لم يزوّر كلمة واحدة، غير أنّ المعاصر قاصر لا خبرة له بالكلمات والشهادات التي عرفت، ولا بالنصوص من لفظ ابن تيميّة التي سمعت.
وأقبح من ذلك أنّه يستدلّ على براءة ابن تيميّة بأقوال أتباعه وشركائه في الضلال، وبنفيه للتشبيه والتكيف والتجسيم مع إثباته معانيها بعبارات شتّى وبيانات متكرّرة، فهو كالمقرّ بالتشبيه المنكر له، فيؤخـذ بإقراره ولاينفعه إنكاره.
قولك : إنّ العزّ بن عبد السلام وغيره صحّحوا أنّ المجسّم لا يكفّر (٣) .
قلت : راجع التنبيه الرابع من هذه البراهين الجليّة تعرف ضعف ما
____________________
(١) في الفتاوى الحديثية : ٨٥.
(٢) جلاء العينين في محاكمة الأحمدين : ٣٨٨ - ٣٨٩.
(٣) انظر جلاء العينين في محاكمة الأحمدين : ٣٨٨.