وابن الجوزي (١) ، ومن الناس من ذكر له شواهد وقوّاه (٢) .
ولفظ النفي لا يرد عليه شيء، فإنّ مثل هذا اللفظ يرد لعموم النفي كقول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : ما في السماء موضع أربع أصابع إلاّ وملك قائم أوقاعد أو راكع أو ساجد (٣) أي ما فيها موضع، ومنه قول العرب : ما في السماء قدر كفّ سحاباً (٤) وذلك لأنّ الكفّ يقدر به الممسوحات كما يقدر بالذراع، وأصغر الممسوحات التي يقدّر به الإنسان من أعضـائه الكفّ فصـار مثلا لأقلّ شيء.
قال : فإذا قيل : إنّه ما يفضل من العرش أربع أصابع، كان المعـنى : مايفضل منه شيء. إلى آخر كلامه (٥) .
فإنّ قوله : «ولفظ النفي لا يرد عليه شيء» وإبرامه في تقريبه إلى أن
____________________
(١) الشيخ جمال الدين، أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمّد بن علي القرشي التيمي الحنبلي. وكان من كبار الوعّاظ ببغداد، فقيها، عالماً بالتاريخ والحديث، واسع الاطلاع، كثير التصانيف. وعن الدبيشي : إليه انتهت معرفة الحديث وعلومه. قال ابن خلّكان : علامة عصره، وإمام وقته في الحديث وصناعة الوعظ، توفّي ببغداد سنة ٥٩٧ هـ. وممّا أنشده في مجالس وعظه :
أهوى علياً وإيماني محبّته |
|
كم مشرك دمه من سيفه وكفا |
إن كنتَ ويحك لم تسمع فضائله |
|
فاسمع مناقبه من (هل أتى) وكفى |
وفيات الأعيان ٣ : ١١٦ / ٣٧٠، الكامل في التاريخ ١٢ : ١٧١، سير أعلام النبلاء ٢١ : ٣٦٥ / ١٩٢، تذكرة الحفاظ ٤ : ١٣٤٢ / ١٠٩٨، روضات الجنّات ٥ : ٣٥ / ٤٣٥، الأعلام للزركلي ٣ : ٣١٦، معجم المؤلِّفين ٥ : ١٥٧.
(٢) انظر الملل والنحل ١ : ١٤٩ - ١٥٤.
(٣) المصنّف لعبد الرزاق ٩ : ١٩١ / ١٧٩٣٤، الدرّ المنثور ١ : ٣٢٨، جامع البيان ٢٣ : ٦٩، نهاية الأرب للنويري ١ : ٣٦.
(٤) شرح ابن عقيل ٢ : ٢٨٩ ، وفيه : ما في السماء قدرُ راحة سحاباً .
(٥) منهاج السنّة ٢ : ٦٣٠.