وتعالى متعال عنهما، ليس كمثله شيء (١) ، انتهى.
هذا ما عليه أئمّة أهل الحديث من أسلاف ابن تيميّة، وعليه أئمّة أهل الحديث من أهل السنّة والجماعة، لكن ابن تيميّة قد انتهى في قوّة الافتراء والكذب على أهل السنّة والجماعة، كيف ومن كان له مسكة من العقل لا يقول بمقالة هؤلاء الحشويّة، وأنّ النزول والاستواء صفة ذاتيّة كالعلم والقدرة، بل هو وأتباعه من الحشويّة كثيراً ما يدلّسون ويكذّبون على السلف وينسبون مقالتهم الزائغة إلى السلف ترويجاً للباطل ـ ومَن مِنَ العوام يعرف أنّه كذب ـ وتكثيراً للقائل بهذا الباطل، وأنّه تمويه ضمنه ابن تيميّة، تكيف وتشبيه ودعاء إلى الجهل.
وقال في صفحة ٢٤٩ : فإذا سمّي العدم الذي فوق العالم حيزاً وقال : يمتنع أن يكون تعالى فوق العالم; لئلاّ يكون متحيّزاً، فهذا معنى باطل لأنّه ليس هناك موجود غيره حتّى يكون فيه (٢) ، انتهى.
أقول : لكنّه لا ينفكّ حينئذ عن الأكوان التي منها الحركة والسكون، ويكون قابلا للقسمة والأشكال، وكلّ ذلك محال في حقّ الواجب.
وأصرح من ذلك ما ذكره في كتاب بيان موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول في هامش صفحة ٢٢٤ من الجزء الأوّل من منهاج السنّة المطبوع مالفظه : وقول طوائف من أهل السنّة والحديث كالذين يقولون : إنّ الحركة من لوازم الحياة وكلّ حيّ متحرّك (٣) . إلى آخره.
وقال في هامش الصفحة الرابعة من الجزء الثاني ما لفظه : وكان الناس
____________________
(١) الأسماء والصفات : ٤٥٤ - ٤٥٥.
(٢) منهاج السنّة ٢ : ٥٥٦.
(٣) دَرء تعارض العقل والنقل ١ : ٣٦١.