المفعول والخلـق هو المخلـوق، وأنّه يلزمهـم في فعل الذمّ ما لزم القـدريّة، وأنّ عامّـة شـناعات هذا القـدري الرافضـي هي على هؤلاء وهـؤلاء في صفحـة ٢١.
وذكر أنّ الحبّ والرضا هو الإرادة عند كثير من أهل النظر من المعتزلة (١) والأشعريّة (٢) ومن تبعهم من الفقهاء أصحاب أحمد والشافعي وغيرهما، ويجعلونها جنساً واحداً، وهذا القول في الحقيقة من أقوال الخارجين عن ملّة إبراهيم من المنكرين لكون الله هو المعبود دون ما سواه في صفحة ٢٩ وصفحة ٣٠.
وذكر أنّ الله عند الأشاعرة مريد لكل ما خلق وإن كان كفراً، ولم يُرد ما لم يخلق وإن كان إيماناً في صفحة ٣١.
____________________
المعاصي والكفر بتقدير الله ومشيّته، وليس لله في أفعال العبد قضاء ولا قدر، ويطلق القدرية على المجبرة والمفوّضة المنكرين لقضاء الله وقدره كما قاله العلاّمة المجلسي. وقال في موضع آخر : إنّ لفظ القدري يطلق في أخبارنا على الجبري وعلى التفويضي ... وقد أحال كل من الفريقين ما ورد في ذلك على الآخر. قال شارح المقاصد : لا خلاف في ذمّ القدريّة، وقد ورد في صحاح الأحاديث لعن القدريّة على لسان سبعين نبياً. وفيه القدريّة هم المعتزلة لإسناد أفعالهم إلى قدرتهم. وفي الحديث : «لا يدخل الجنّة قدري» وهو الذي يقول : لا يكون ما شاء الله ويكون ماشاء إبليس. وروى عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أنّ القدريّة مجوس هذه الاُمّة». انظر الملل والنحل ١ : ١١٢، بحار الأنوار ٢ : ٣٠٣ ذيل حديث ٤٠ و ٥ : ٥، الفرق بين الفرق : ١٤.
(١) المعتزلة عند المشهور أصحاب واصل بن عطاء الغزّال المتوفّى سنة ١٣١ هـ اعتزل عن مجلس الحسن البصري وانضمّ إليه عمرو بن عبيد ، فطردهما الحسن عن مجلسه فسمّوا المعتزلة . وفي وجه التسمية أقوال أُخر ، راجع : المقالات والفرق : ٤ ، ١٣٨ ، الملل والنحل ١ : ٥٧ .
(٢) راجع ص : ١٢٢.