بعد العشاء، فقال : «اقرأ يا عبد الله» فقرأت : بسم الله الرحمن الرحيم، فتكلّم لي في أسرار الباء إلى بزوغ الفجر (١) . انتهى.
وقال محمّد بن عليّ الحكيم الترمذي في شرح الرسالة الموسومة بالفتح المبين : قال ابن عباس رضي الله عنهما : هو إمام المفسّرين، العلم عشرة أجزاء، لعلي تسعة أجزاء وللناس العشر الباقي، وهو أعلمهم به (٢) .
وقال أيضاً : يشرح لنا علي رضياللهعنه نقطة الباء من بسم الله الرحمن الرحيم ليلة، فانفلق عمود الصبح وهو بعد لم يفرغ، فرأيت نفسي في جنبه كالفوارة في البحر المثعنجر (٣) . إلى آخره.
ويشـهد لذلك ما أسـنده الترمذي والحمويني عن سـويد بن غفلـة، [عن] الصناعيّ (٤) ، عن علي رضياللهعنه قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا دار الحكمة وعلي بابها» (٥) .
وكذلك رواه الحمويني بسنده عن سلمة بن كهيل، عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أنا دار الحكمة وعليّ بابها» (٦) .
وأسنده ابن المغازلي عن مجاهد، عن ابن عبّاس، وعن سلمة بن كهيل، عن علي رضياللهعنه قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا دار الحكمة وعليّ
____________________
(١) عنه في ينابيع المودّة ١ : ٢١٤ / ١٩ الباب ١٤.
(٢) نفس المصدر ١ : ٢١٦ / ٢٨ الباب ١٤.
(٣) عنه في ينابيع المودّة ١ : ٢١٦ / ٢٨ الباب ١٤، وانظر النهاية لابن الأثير ١ : ٢١٢، لسان العرب (ثعجر)، تاج العروس (ثعجر)، والمُثْعَنْجَر : أكثر موضع في البحر ماءً.
(٤) في المصدرين : الصُنابحيّ.
(٥) سنن الترمذيّ ٥ : ٣٠١ / ٣٨٠٧، فرائد السمطين ١ : ٩٩ / ٦٨.
(٦) انظر فرائد السمطين ١ : ٩٩ / ٦٨، وينابيع المودّة ١ : ٢١٨ / ٣٢ الباب ١٤.