قال : وبالجملة فما يعرف في الإسلام أنّ المسلمين سبوا امرأة يعرفون أنّها هاشميّة، ولا سبي عيال الحسين، بل لمّا دخلوا دار يزيد قامت النياحة في بيته وأكرمهم (١) .
قال : ولا طيف برأس الحسين، وهذه الحوادث فيها من الكذب ما ليس هذا موضع بسطه (٢) .
ثمّ أخذ يكذب الآيات التي حدثت بسبب قتل الحسين عليهالسلام .
قال : إنّ كثيراً ممّا روي في ذلك كذب، مثل كون السماء أمطرت دماً فإنّ هذا ما وقع قطّ في قتل أحد، ومثل كون الحمرة ظهرت في السماء يوم قتل الحسين ولم تظهر قبل ذلك فإنّ هذا من الترّهات (٣) .
قال : وكذلك قول القائل : أنّه ما رفع حجر في الدنيا إلاّ وجد تحته دم عبيط هو أيضاً كذب بيّن (٤) . انتهى.
وقال في آخر صفحة ٢٥١ من هذا الجزء : إنّ القول في لعنة يزيد كالقول في لعنة أمثاله من الملوك الخلفاء وغيرهم، ويزيد خير من غيره (٥) .
وقال في صفحة ما بعدها : فالذي يجوّز لعنة يزيد وأمثاله يحتاج [إلى شيئين] (٦) : إلى ثبوت أنّه كان من الفسّاق الظالمين الذين تباح لعنتهم، وأنّه مات مصرّاً على ذلك. والثانية : أنّ لعنة المعيّن من هؤلاء جائزة، والمنازع
____________________
(١) منهاج السنّة ٤ : ٥٥٩.
(٢) نفس المصدر ٤ : ٥٥٩.
(٣) نفس المصدر ٤ : ٥٦٠.
(٤) نفس المصدر ٤ : ٥٦٠.
(٥) نفس المصدر ٤ : ٥٦٧.
(٦) الزيادة عن المصدر.