وقال السيد السمهودي (١) في جواهر العقدين : اتّفق العلماء على جواز لعن من قتل الحسين أو أمر بقتله أو أجازه أو رضي به (٢) .
أقول : فإذا ثبت بالتواتر أمر يزيد بقتل الحسين ورضاه به وسروره بقتله ثبت جواز لعنه بالإجماع وكفره عند جمهور أهل السنّة والجماعة.
قال الإمام ابن الجوزي : سألني سائل عن يزيد بن معاوية؟ فقلت : يكفيه ما به. فقال لي : أتجوّز لعنه؟ فقلت : قد أجازها العلماء المتورّعون (٣) منهم أحمد بن حنبل، فإنّه ذكر في حقّ يزيد ما يزيد على اللعنة (٤) .
ثمّ روى ابن الجوزي عن القاضي أبي يعلى بإسناده إلى صالح بن أحمد ابن حنبل قال : قلت لأبي : إنّ قوماً ينسبونا إلى موالاة يزيد؟ فقال : يا بني وهل يوالي يزيد أحد يؤمن بالله؟! فقلت : ولم لا تلعنه؟ فقال : يا بني رأيتني لعنت شيئاً؟ يا بني ولم لا يلعن من لعنه الله تعالى في كتابه؟! فقلت : وأين لعن يزيد في كتابه؟ فقال : في قوله تعالى : ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِى الارْضِ )إلى قوله : ( أَبْصَـرَهُمْ ) (٥) وهل يكون فساد أعظم من قتل الحسين رضياللهعنه وقد قال الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
____________________
(١) علي بن عبد الله بن أحمد الحسيني الشافعي، نور الدين أبو الحسن، ويعرف بالشريف السمهودي، مؤرّخ المدينة ومفتيها، ولد بسمهود بصعيد مصر، ونشأ بالقاهرة، واستوطن المدينة وتوفّي بها سنة ٩١١ هـ ودفن بالبقيع عند قبر الإمام مالك، من مصنّفاته : وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى، وجواهر العقدين، وغيرهما. انظر الأعلام للزركلي ٤ : ٤٠٧، معجم المؤلّفين ٧ : ١٢٩، نفحات الأزهار ٨ : ٣٤٢.
(٢) جواهر العقدين (مخطوطة مجلس الشورى) الورقة ١١٢.
(٣) في المصدر : الورعون.
(٤) انظر الردّ على المتعصب العنيد المانع من ذمّ يزيد : ١٣، وتذكرة الخواص : ٢٥٧.
(٥) سورة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ٤٧ : ٢٢ - ٢٣.