أبوالحسن، ويلقّب بزين العابدين، وسمّاه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سيد العابدين لما نذكره في سيرة ولده محمّد عليهالسلام (١) ، إلى آخره.
أقول : قال سبط بن الجوزي في فصل سيرة الإمام محمّد الباقر ما لفظه : وذكر المدايني عن جابر بن عبد الله أنّه أتى أبا جعفر محمّد بن عليّ إلى الكتابوهو صغير، فقال له : رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سلّم عليك. فقيل لجابر : وكيف هذا ؟ فقال : كنت جالساً عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والحسين في حجره وهويداعبه فقال : «يا جابر يولد له مولود اسمه عليّ إذا كان يوم القيامة نادى مناد : ليقم سيّد العابدين فيقوم ولده، ثمّ يولد له ولد اسمه محمّد، فإن أدركته يا جابر فاقرأه مني السلام» (٢) .
ومثله ما رواه محمّد بن طلحة الشافعي في كتابه مطالب السؤول في مناقب آل الرسول في الباب الخامس قال : ونقل عن أبي الزبير محمّد بن أسلم (٣) المكّي أنّه قال : كنّا عند جابر بن عبد الله، فأتاه عليّ بن الحسين ومعه ابنه محمّد وهو صبيّ، فقال عليّ لابنه محمّد : «قبّل رأس عمّك» فدنا محمّد من جابر فقبّل رأسه، فقال جابر : من هذا؟ وكان قد كفّ بصره فقال له عليّ : «هذا ابني محمّد» فضمّه جابر إليه وقال : يا محمّد، محمّد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقرأ عليك السلام، فقال لجابر : «كيف ذلك يا أبا عبد الله؟» فقال : كنت مع رسـول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والحسـين في حجـره وهـو يلاعبه، فقال : «يا جابر يولد لابني الحسين ابن يقال له : عليّ، إذا كان يوم القيامة نادى مناد : ليقم سيّد العابدين. فيقوم عليّ بن الحسين، ويولد لعليّ ابن
____________________
(١) تذكرة الخواص : ٢٩١.
(٢) نفس المصدر : ٣٠٣.
(٣) في المصدر : مسلم بدل : أسلم.