عاملا (١) .
قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «شرار العلماء الذين يأتون الاُمراء وخيار الاُمراء الذين يأتون العلماء» (٢) .
وقال مكحول الدمشقي (٣) : من تعلّم القرآن وتفقّه في الدين ثمّ صحب السلطان تملّقاً إليه وطمعاً لما في يديه خاض في بحر من نار جهنّم بعدد خطاه (٤) .
قال سمنون (٥) : ما أسمج بالعالم أن يؤتى إلى مجلسه فلا يوجد فيسأل عنه فيقال : هو عند الأمير (٦) . قال : وكنت أسمع أنّه يقال : إذا رأيتم العالم يحبّ الدنيا فاتّهموه على دينكم حتّى جربت ذلك إذ ما دخلت قطّ على السلطان إلاّ وحاسبت نفسي بعد الخروج فأرى عليه الدرك.
ثمّ قال : وعلماء زماننا هذا شرّ من علماء بني إسرائيل، يخبرون السلطان بالرخص، وبما يوافق هواه، ولو أخبروه بالذي عليه وفيه نجاته
____________________
(١) أخبار الشيوخ وأخلاقهم لأبي بكر المروذي : ١٢٨ / ١٩٩، ربيع الأبرار ونصوص الأخبار للزمخشري ٤ : ٧٧ / ٣٥٦.
(٢) تذكرة الموضوعات للفتني : ٢٤، الفوائد المجموعة للشوكاني ١ : ٢٨٨ / ٦٠، كشف الخفاء للعجلوني ٢ : ٣٢١.
(٣) الشامي أبو عبد الله الدمشقي، كان عبداً لسعيد بن العاص فوهبه لامرأة من قريش فأعتقته، روى عن أنس بن مالك وغيره، توفّي سنة ١١٣ هـ. طبقات ابن سعد ٧ : ٤٥٣،تاريخ دمشق ٦٠ : ٢٠١.
(٤) تنبيه الغافلين للسمرقندي : ٥٢٥.
(٥) سمنون بن حمزة الصوفي أبو الحسن الخواص، سكن بغداد، وكان من كبار مشايخ العراق، صحب سريّا السقطي وغيره، مات سنة ٢٩٨ هـ وقيل : مات نحو ٢٩٠ هـ. تاريخ بغداد ٩ : ٢٣٤ / ٤٨٠٩، طبقات الصوفيّة للسلمي : ١٥٨ / ٢٨.
(٦) ربيع الأبرار للزمخشري ٤ : ٧٧ / ٣٥٧، وفيه : سحنون، بدل : سمنون.