ونقل كلام الشافعي فراجع الطبقات السبكي الكبرى في الجزء الأوّل في صفحة ١٠ المطبوعة بمصر (١) .
فكيف يصحّ من ابن تيميّة تفضيله على باقر العلم وجامعه والعامل به وحامله ومن انحصر واختصّ بلقب باقر العلم ولم يشاركه أحد في هذا اللقب ولم ينكره عليه أحد.
بل قال العلاّمة ابن حجر في الصواعق في صفحة ١٢٠ من النسخة المطبوعة بالمطبعة الميمنيّة سنة ١٣١٢ ما لفظه بحروفه : أبو جعفر محمّد الباقرسمّي بذلك من بقر الأرض أي شقّها وأثار مخبئاتها ومكامنها. فلذلك هوأظهر من مخبئات كنوز المعارف وحقائق الأحكام والحكم واللطائف ما لايخفى على منطمس البصيرة أو فاسد الطويّة والسريرة، ومن ثمّ قيل فيه (٢) : هو باقر العلم وجامعه، وشاهر علمه ورافعه، صفا قلبه، وزكا علمه وعمله، وطهرت نفسه وشرف خلقه، وعمرت أوقاته بطاعة الله، وله من الرسوم في مقامات العارفين ما تكلّ عنه ألسنة الواصفين، وله كلمات كثيرة في السلوك والمعارف لا يحتملها هذه العجالة، وكفا شرفاً أنّ ابن المدائني روى عن جابر أنّه قال له وهو صغير : رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يسلّم عليك. فقيل : وكيف ذالك؟ قال : كنت... إلى آخر الحديث (٣) ، انتهى.
قال الذهبي في الميزان : محمّد بن مسلم الزهري الحافظ الحجّة، كان يدلّس في النادر (٤) ، انتهى.
____________________
(١) الطبقات الشافعيّة الكبرى ـ تحقيق عبد الفتّاح الحلو ومحمود محمّد الطناحي ـ ١ : ٢٠، وانظر سير أعلام النبلاء ٥ : ٣٣٩.
(٢) القائل هو ابن طلحة الشافعي المتوفّي سنة ٦٥٢ هـ في مطالب السؤول : ٤٢٥.
(٣) الصواعق المحرقة ـ مطبعة الرسالة ـ ٢ : ٥٨٦.
(٤) ميزان الاعتدال ٤ : ١٤٠ / ١٨٧١.