سيّدهم» وأشار إلى ابنه الكاظم (١) .
وقال أيضاً : «هو باب من أبواب الله تعالى يخرج الله تبارك وتعالى منه غوث هذه الاُمّة ونور الملّة وخير مولود ناشئ» (٢) .
وروى المأمون عن أبيه الرشيد أنّه قال لبنيه في حقّ موسى الكاظم : هذا إمام الناس، وحجّة الله على خلقه، وخليفته على عباده... أنا إمام الجماعة في الظاهر والغلبة والقهر، وأنه والله لأحقّ بمقام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم منّي ومن الخلق جميعاً، ووالله لو نازعني في هذا الأمر لآخذن بالذي فيه عيناه فإنّ الملك عقيم.
وقال الرشيد للمأمون : يا بني هذا وارث علم النبيين، هذا موسى بن جعفر، إن أردت العلم الصحيح تجد عند هذا. قال المأمون : من حينئذ انغرس في قلبي حبّه. انتهى ما في فصل الخطاب (٣) بلفظه بحروفه، وأخرجه في ينابيع المودّة القندوزي (٤) فراجع.
وقال الشيخ المحدّث نور الدين بن الصبّاغ المالكي : قال بعض أهل العلم : الكاظم هو الإمام الكبير القدر الأوجه، الحجّة الحبر، الساهر ليله قائماً، القاطع نهاره صائماً، المسمّى لفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين كاظماً، وهو المعروف عند أهل العراق بباب الحوائج إلى الله، وذلك لنجح حوائج المتوسّلين به (٥) ، انتهى.
____________________
(١) الإمامة والتبصرة : ٢١٥ / ٦٨، الكافي ١ : ٣١٣ / ١٤، عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ١٩ / ٩.
(٢) الإمامة والتبصرة : ٢١٦، الكافي ١ : ٣١٤، عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٧٤ ب ٧ ح ١١.
(٣) فصل الخطاب (مخطوط) الوقة : ١٩٨.
(٤) ينابيع المودّة ٣ : ١٦٥.
(٥) الفصول المهمّة في معرفة أحوال الأئمّة : ٢٣١.