وقد كفانا ابن تيميّة بهذا الكلام مؤونة إثباته، وحينئذ لا يبقى له مطعن فيه، فما نقله الأثرم ـ هو القيل المقدّم (١) ـ وقد ظهر للعبد بعد تتبّع تام أنّ معظم حكايات الأثرم عن أحمد من هذا (٢) مرجوعة عنها، وممّا عليه يدلّ مسنده الذي هو معتمده عند الكلّ والله أعلم...
وكذا روى عن الأشقر الكديمي، ومحمّد بن المثنّى الزمن، وأحمد ابن عبدة ، وعبد الرحمن بن محمّد بن منصور الحارثي، وعدّة أئمة (٣) ، فكلام الأوّلين والآخرين راجع إلى شيعيّته لا روايته، فقد كذب من كذّبه...
وأمّا قول الجوزجاني (٤) : غال من الشاتمين للخيرة (٥) . فظنّ غير مقبول مخالف لقول الأئمة، وكذا جلّ جرحه لأهل الكوفة (لشدّة نصبه وانحرافه) (٦) ...
وبمعناه اتّهام أبي معمر الهذلي (٧) إيّاه بالكذب (٨) ، إلى آخر ما ذكر من
____________________
(١) تقدّم في ص : ٥٣.
(٢) أي من قبيل هذا المحكي عنه ممّا فيه تعليل ما صحّحه آخرون. «منه أي من مؤلّف المستحسن ».
(٣) انظر تهذيب الكمال ٦ : ٣٦٦ / ١٣٠٧.
(٤) إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق، أبو إسحاق السعدي، سكن دمشق، وفي معجم البلدان لياقوت للحموي عن الدارقطني : كان فيه انحراف عن علي عليهالسلام . مات سنة ٢٥٩ هـ وقيل : ٢٥٦ هـ. تاريخ دمشق ٧ : ٢٨٨ / ٥٤٤، معجم البلدان ٢ : ١٨٣.
(٥) انظر أحوال الرجال : ٧١ / ٨٥.
(٦) بدل ما بين القوسين في المصدر : ما فيه من الانحراف والنصب...
(٧) إسماعيل بن إبراهيم بن معمّر بن الحسن الهذلي القطيعي، وقيل : مولى بني تميم، من ساكني قطيعة الربيع، وهو هروي الأصل سكن بغداد، توفّي سنة ٢٤٦ هـ بمكّة. انظر الطبقات الكبرى لابن سعد ٧ : ٣٥٩، وتاريخ بغداد ٦ : ٢٦٦ / ٣٢٩٩.
(٨) انظر ميزان الاعتدال ١ : ٥٣١، والكشف الحثيث : ١٤٨ / ٢٣٧.