والتشبيه، والمبتدعة تزعم أنّها على مذهب السلف (١) . إلى آخره.
أقول : جميع المجسّـمة اتّفقـوا على أنّه تعالى في جهـة، وأصحـاب أبي عبد الله بن كرّام (٢) ـ المعروف الذي تنسب إليه الكراميّة الذي كفّره الدارمي (٣) على ما نقله التاج السبكي (٤) ـ اختلفوا :
فقال محمّد بن الهيصم (٥) : إنّه تعالى في جهة العرش فوق العرش لانهاية لها، والبعد بينه وبين الأرض أيضاً غير متناه. وقال أصحابه : البعد متناه.
وكلّهم نفوا عنه خمساً من الجهات وأثبتوا له التحت الذي هو مكان غيره.
وباقي أصحاب ابن الهيصم قالوا : بكونه على العرش. كما قال سائر المجسّمة ومنهم ابن تيميّة (٦) ، وبعضهم قالوا بكونه على صورة وقالوا
____________________
(١) طبقات الشافعيّة الكبرى ٩ : ٣٦، التوفيق الربّاني : ١٦٢.
(٢) محمّد بن كرّام بن عراق بن حزابة السجستاني الضال المجسّم، شيخ الطائفة المعروفة بالكرّامية، ولد بسجستان، ثمّ دخل بلاد خراسان، وجاور بمكّة سنتين، فرجع إلى نيسابور، ولمّا شاعت بدعه حبسه الظاهر بن عبد الله، ولمّا أطلقه سار إلى بيت المقدّس ومات فيها سنة ٢٥٥ هـ. انظر الملل والنحل ١ : ١٥٩، الأنساب للسمعاني ٤ : ٥٩٨ / ٨٩١٠، الاعلام للزركلي ٧ : ١٤.
(٣) أبو محمّد عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام بن عبد الصمد التميمي السمرقندي الدارمي ـ بكسر الراء ـ نسبة إلى دارم بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم، أحدبطونه ، ولد سنة ١٨١ هـ وتوفّي سنة ٢٥٥ أو ٢٥٦ هـ. انظر تاريخ بغداد ١٠ : ٢٩ / ١٥٤٨، الوافي بالوفيات ١٧ : ٢٤٢ / ٢٢٤.
(٤) انظر طبقات الشافعية الكبرى ٢ : ٣٠٤.
(٥) أبو عبد الله شيخ الكرّامية وعالمهم في وقته، وهو الذي ناظره ابن فوزك بمجلس محمود بن سبكتين، وليس للكرّاميّة مثله في الكلام والنظر، كان رأس طائفته، ذكره الذهبي في الحوادث الواقعة بعد سنة ٤٠٠ هـ. انظر تاريخ الإسلام للذهبي ٢٨ : ٢٣١، الوافي بالوفيات ٥ : ١٧١ / ٢٢٠٩.
(٦) انظر منهاج السنة ٣ : ٣٤٨ و ٨ : ٣٧٨، مجموعة الفتاوى ٢ : ١٦٧ و ٣ : ٣٣.