وأيّد الاستاذ الشهيد المطهرى الاحتمال الثاني بقوله سنقرئك فلا تنسى ولكن جوابه هو أظهرية الآيات المذكورة في الاحتمال الاوّل ووجه الاظهرية أنّ الأمر باتباع قراءته تعالى ناظر إلى عدم التقدم لا الى التكرار خوفا من النسيان إذ لو اريد التكرار بالنسبة إلى ما قرأه الله تعالى لا مجال للأمر بالاتبّاع عن قراءته فإنّ الاتباع حاصل بل التكرار مؤكد للاتباع هذا مضافا إلى أنّه لا معنى للنهي عن التعجيل حينئذ. ودعوى أنّ المراد من الآيات المذكورة هو قراءة العباد لكتبهم يوم القيامة كما يدلّ عليه سياق الآيات المتقدمة والمتاخرة والمقصود منها هو تقريع وتوبيخ له حين لا تنفعه العجلة يقول لا تحرّك لسانك بما تقرأه من صحيفتك التى فيها أعمالك يعنى اقرأ كتابك ولا تعجل فإنّ هذا الذى هو على نفسه بصيرة إذا راى سيّئاته ضجر واستعجل فيقال له توبيخا لا تعجل وتثبت لتعلم الحجة عليك فإنّا نجمعها لك فإذا جمعناه فاتبع ما جمع عليك بالانقياد لحكمه والاستسلام للتبعة فيه فإنّه لا يمكنك إنكاره ثم إنّ علينا بيانه لو أنكرت.
مندفعة بأنّ المعترضة لا تحتاج في تمام معناها إلى دلالة مما قبلها وما بعدها عليه على أنّ مشاكلة قوله ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه في سياقه لهذه الآيات تؤيّد مشاكلتها له في المعنى. (١)
هذا مع أنّ كتاب العمل قرأه المكلّف لا أنّ الله تعالى قرأه ولزم عليه المتابعة. وعليه فلا يساعد قوله إنّ علينا جمعه وقرآنه كما لا مجال لقوله فاتبع قرآنه بعد قراءته تعالى وهكذا لا يساعد حمل الآيات منه على أنّ المراد هو النهي عن التفوه بالسؤال عن وقت القيامة أصلا ولو كنت غير مكذب ولا مستهزئ «لتعجل به» اي بالعلم به «إنّ علينا جمعه وقرانه» أي من الواجب في الحكمة أن نجمع من نجمعه فيه ونوحى شرح وصفه اليك في القرآن فإذا قرأناه فاتبع قرآنه أي إذا قرأنا ما يتعلق به فاتبع ذلك بالعمل بما يقتضيه من الاستعداد له.
ثم إنّ علينا بيانه أى إظهار ذلك بالنفخ في الصور وعدم المساعدة لأنّه يحتاج إلى تقديرات وهى لا تخلوا عن التكلّف وتعسّف ، كما لا يخفى.
__________________
(١) الميزان : ٢٠ / ١٩٦.